الفنانة التشكيلية حنان الآغاني

حنان الآغا فرشاة تؤثث أرض الذاكرة
وذاكرة الأرض
بقلم : راضية العرفاوي
امرأة أخرى تأخذ فرشاتها وترحل
تاركة خلفها
صورة طفل يصرخ
وزيتونة صامدة
وحمامة
تطعم السجين الحَبّ والحُب..
امرأة صنعت من عجينة اللون
ذاكرة لا تمحى


إنها الفنانة التشكيليّة والشاعرة والقاصة التي وافاها الأجل يوم 19-04-2008
رحلت حنان ،غادرتنا بمشيئة الله ،لتترك لوعة وفراغا آخر على الساحة الإلكترونية التي يلتقي فيها كل محبي الحرف واللون السامق.

فرشاة حنان الآغا تؤثّث أرض الذاكرة وذاكرة الأرض

الفنانة التشكيليّة حنان ،تلتقط من الواقع ومن الذاكرة موضوعاتها، لتصيغها في تآلف
واتّساق على فضاء مسطّح – القماشة، الورق - حيث تؤثّث لوحاتها التي تشدّ عين المشاهد، وتمسك به متلبّسا في حوار صوري / أيقوني.
تسعى حنان من خلال أعمالها الفنّية ،إلى التذكّر والتذكير.
فالذاكرة لديها تأبى الغفوة والنسيان، لأنّها حق شرعي ، حق شرعي لشعب
اغتصبت أراضيه بآلات العدو الصهيوني الغاشم .
فالفن لدى المبدعة حنان ،وكما تفصح عن ذلك لوحاتها،وسلسلة المشاهد التصويريّة،
ليس فقط أداة للتعبير عن مكنونات الذات وما تعتريها من انفعالات داخليّة نفسانيّة، وكذلك تجاه الواقع الموضوعي والأحداث التي عايشتها، بكلّ ما تحمله من مواجع ،ومآسي، ورؤى ،وأمنيات.
بل هو شكل من أشكال المقاومة ، وهو سلاح ضد القهر ،ضد الظلم ،ضد الفناء والموت .
فناء الذاكرة / ذاكرة الوطن فلسطين، وموت التذكّر ، تذكّر حق الحرية والتحرر.

البناء واللون في أعمال الفنانة التشكيلية

في أعمالها تترك الفنانة حنان الآغا للألوان، مجالا للدفاع عن حضورها بقوّة التعبير، وصلابة البناء والتكوين.
التكوين الذي تتحرك فيه الشخوص في علاقات بصريّة ولونيّة فتعطي للفضاء التشكيلي بعدا زمنيّا ، بعدا لجلب الذاكرة عبر خامات متنوّعة وضربات فرشاة
- تدرك من أين بدات وإلى أين تسير- ثمّ تقدّمها كإشارات التذكير بما حدث وما يحدث في أرض فلسطين .
فهي إذا تعيد تشكيل الصورة، في صياغة تحاول أن تنفذ بها لذاكرة المشاهد،
ولا تكتفي بنسخ صورة الواقع لأجله .فهي فنانة قبل كل شيء يهمها الجمالية التشكيليّة وتشكيليّة الصورة ، ولكنها، فنانة مؤمنة بالقضية الفلسطينية .
لتصبح قضيتها التشكيلية هي ذاتها قضيتها الفلسطينيّة

من أعمال الفنانة المرحومة بإذن الله حنان الآغا

شكرا لكم
نستحق المزيد