عيب.. مباراة الجزائر مش حرب يا شلبي
بقلم المحلل المصري: خالد بيومي
الإعلام، مرآة الشعوب، يعكس ثقافتها وحضارتها، يتحدث بلسانها ويقدمها للعالم، من هذا المنطلق يتحمل كل من يخرج على الشاشة مسئولية مضاعفة، لأنه لا يتحدث بلسان نفسه.
وحين تظهر على الشاشة، ينبغى أن تقدم صورة لمصر التى تعطى دائماً مصداقية فى احتضانها للأشقاء، ينبغى أن تترك خلفك «ثقافة الشارع» حتى لو كانت جل جماهيرك هى جماهير الكرة التى تذوب عشقا فى فريقها، فتكون أكثر حماساً لتلقّى ما تقدمه الشاشات، لأن الشاشة لها «آدابها» ولها «حرمتها»، ولأن الجمهور يعلم أن «فلاناً» الذى يظهر على الشاشة، متحدثاً بأدب ولباقة سمات الإعلامى المحترم، أكيد يتحدث بالطريقة نفسها بعيداً عن الأضواء.. لهذا يعتبرونه نجماً.
هذه الأبجديات الإعلامية غابت تماماً فى الحوار الذى قدمه مدحت شلبى على شاشة مودرن فى معرض حديثه عن مباراة مصر والجزائر وكأن إشعال المباراة هو لصالح مصر.
مع الأسف الشديد، أصبح بعض مقدمى البرامج الرياضية فى حاجة إلى مراجعه نواميس الإعلام صباح مساء، وليل نهار، قبل أن يخرجوا علينا ليتحفونا بأشياء لا تمت للإعلام بصلة من قريب أو بعيد.
فى ظل التصعيد والمزايدة الإعلامية بين بعض الصحف ووسائل الإعلام المصرية ونظيرتها فى الجزائر، كان الجو فى حاجة إلى من «يلطفه»، ويعيد الأمور إلى نصابها الطبيعى، بدلاً من إشعالها حرباً كما فعل الأخ شلبى، ونسأله الآن: ما هذا الذى فعلته بإشعالك المعركة بين الأشقاء والتى احتاجت لرجال كبار فى الدولتين لتهدئتها.
ولم يكتف بهذه «السقطة»، بل راح يزايد حتى على الإعلاميين الذين يريدون رأب الخلاف، لأن المباراة على أرضنا، لكن الغريب أنه عاد فجأة ليؤكد أنه يجب احترام الأخضر الجزائرى والترحيب به، بما يعنى أن هناك «قرصة ودن» حدثت له، ومع أننى ضد قرص الأذن.. إلا أنه كان يحتاجها.
فاصل أخير
ما ذنب مشاهد بسيط، يريد أن يشاهد مباراة ما، أو يستمع إلى تحليل فنى، أو يتابع أخبار ناديه أن يجد نفسه، رغم أنفه، طرفاً فى صراع بين إعلاميين، هو لا يريد أن يستمع إلى من يسب من، ومن ينتقد من، ومن يدعى العلم، ويتهم الآخرين بالجهل، يا عم شلبى الكورة مش بالرتب، الكورة بالإنجازات والسيرة الذاتية التدريبية التى أعتقد أنك تفتقدها، وإن كنت لا تفتقدها فحاول أن تراجعنى.. على العموم مرجعية شرف الإعلام هى ثقة الجماهير، وأنت تعلم إلى من تميل كفة هذه الثقة، هل مع من يسعى لسخونة الأجواء، ويتسفسط علينا وعلى نفسه، ليقنعنا أن ما يقوم به صحيح.. أو لمن يقدم للناس جهداً محموداً، يستطيعون معه فهم الأشياء مجردة بدلاً من العمل لحساب هذا أو ذاك، حتى تنال ثناء ورضاء أشخاص.. فقط أسعى لنيل ثناء الجماهير، لأن الناس مش ناقصة وجع دماغ.
نقلاً عن صحيفة "اليوم السابع" المصرية
[